القمار و أمثاله لا ينحصر في اللحوم فقط،بل إن القمار محرم في كل شيء و بأيّ صورةكان.
و لكي تؤكّد الآية موضوع التحريم و تشددعلى حرمة تلك الأنواع من اللحوم تقول فيالختام: ذلِكُمْ فِسْقٌ. «1»
الاعتدال في تناول اللحوم:
إنّ الذي نستنتجه من البحث المار الذكر ومن المصادر الإسلامية الأخرى، هو أنّالإسلام اتبع في قضية تناول اللحوم أسلوبامعتدلا تمام الاعتدال جريا على طريقتهالخاصّة في أحكامه الأخرى.
و يختلف أسلوبه هذا اختلافا كبيرا مع ماسار عليه الجاهليون في أكل لحم النصب والميتة و الدم و أشباه ذلك، و ما يسير عليهالكثير من الغربيين في الوقت الحاضر فيأكل حتى الديدان و السلاحف و الضفادع وغيرها.
و يختلف مع الطريقة التي سار عليها الهنودفي تحريم كل أنواع اللحوم على أنفسهم.
فقد أباح الإسلام لحوم الحيوانات التيتتغذى على الأشياء الطاهرة التي لا تعافهاالنفس البشرية، و ألغى الأساليب التي فيهاطابع الإفراط أو التفريط.
و قد عيّن الإسلام شروطا أبان من خلالهاأنواع اللحوم التي يحلّ للإنسانالاستفادة منها، و هي:- 1- لحوم الحيواناتالتي تقتات على الأعشاب، أمّا الحيواناتالتي تقتات على اللحوم فهي غالبا ما تأكللحوم حيوانات ميتة أو موبوءة، و بذلك قدتكون سببا في نقل أنواع الأمراض لدى تناوللحومها، بينما الحيوانات التي تأكل
1- بالرغم من أنّ «ذلكم»، اشارة لمفرد،إلّا أنّه لمّا كان يحتوي على ضمير الجمع،و قد فرض المجموع بمثابة الشيء الواحد،فلا اشكال في هذا الاستعمال.