امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 581
نمايش فراداده

المصيرية، و هي يأس الكفار، و إكمالالدين، و إتمام النعمة، و قبول اللّه لدينالإسلام دينا ختاميا لكل البشرية؟

لقد قال المفسّرون الكثير في هذا المجال،و ممّا لا شك فيه و لا ريب أن يوما عظيما فيتاريخ حياة النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم- كهذا اليوم- لا يمكن أن يكون يوماعاديا كسائر الأيّام، و لو قلنا بأنّه يومعادي لما بقي مبرر لإضفاء مثل هذه الأهميةالعظيمة عليه كما ورد في الآية.

و قيل أنّ بعضا من اليهود و النصارى قالوافي شأن هذا اليوم بأنّه لو كان قد ورد فيكتبهم مثله لاتّخذوه عيدا لأنفسهم ولاهتموا به اهتماما عظيما «1».

و لنبحث الآن في القرائن و الدلائل و فيتاريخ نزول هذه الآية و تاريخ حياة النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم و الرواياتالمختلفة المستفادة من مصادر إسلاميةعديدة، لنرى أي يوم هو هذا

اليوم العظيم؟

ترى هل هو اليوم الذي أنزل فيه اللّهالأحكام المذكورة في نفس الآية و الخاصّةبالحلال و الحرام من اللحوم؟

بديهي أنّه ليس ذلك لأنّ نزول هذه الأحكاملا يوجب إعطاء تلك الأهمية العظيمة، و لايمكن أن يكون سببا لإكمال الدين، لأنّهالم تكن آخر الأحكام التي نزلت على النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و الدليل علىهذا القول ما نراه من أحكام تلت الأحكامالسابقة في نزولها، كما لا يمكن القول بأنالأحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار،بل إنّ ما يثير اليأس لدى الكفار هو إيجاددعامة راسخة قوية لمستقبل الإسلام، وبعبارة أخرى فإنّ نزول أحكام الحلال والحرام من اللحوم لا يترك أثرا في نفوسالكفار، فما ذا يضيرهم لو كان بعض اللحومحلالا و بعضها الآخر حراما؟! فهل المراد منذلك «اليوم» هو يوم عرفة من حجّة الوداع،آخر حجّة قام بها

1- تفسير المنار، ج 6، ص 155.