امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 80
نمايش فراداده

فيتكفّلوا أمر اليتامى و شؤونهم.

و في هذه الآية ثلاثة تعاليم بشأن أموالاليتامى.

1- وَ آتُوا الْيَتامى‏ أَمْوالَهُمْ أييجب أن تعطوا اليتامى عند رشدهم أموالهمالمودعة عندكم، و يكون تصرفكم في هذهالأموال على نحو تصرف الأمين و النّاظر والوكيل لا على نحو تصرّف المالك.

2- وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَبِالطَّيِّبِ أي لا تأخذوا أموالهمالطّيبة و ثرواتهم الجيدة و تضعوا بدلهامن أموالكم الخبيثة و المغشوشة و هذاالتعليم- في الحقيقة- يهدف إلى المنع ممّاقد يرتكبه بعض القيمين على أموال اليتامىمن أخذ الجيد من مال اليتيم و الرفيع منه وجعل الخسيس و الردي‏ء مكانه، بحجّة أن هذاالتبديل يضمن مصلحة اليتيم، أو لأنّه لاتفاوت بين ماله و البديل، أو لأن بقاء مالاليتيم يؤول إلى التلف و الضياع و غير ذلكمن الحجج و المعاذير.

3- وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى‏أَمْوالِكُمْ يعني لا تخلطوا أموالاليتامى مع أموالكم بحيث تكون نتيجتهاتملك الجميع، أو أنّ المراد لا تخلطواالجيد من أموالهم بالردى من أموالكم بحيثتكون نتيجتها الإضرار باليتامى و ضياعحقوقهم، و لفظة «إلى» في العبارة بمعنى(مع) في الحقيقة.

ما ذا يعني الحوب؟:

ثمّ إنّه سبحانه، لبيان أهمية هذاالموضوع و التأكيد عليه يختم الآية بقوله:

إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً.

يقول الرّاغب في مفرداته: «الحوبةحقيقتها هي الحاجة التي تحمل صاحبها علىارتكاب الإثم» و حيث أن العدوان على أموالاليتامى ينشأ- في الأغلب- من الحاجة، أوبحجّة الحاجة استعمل القرآن الكريم مكانلفظة الإثم في هذه الآية لفظة «الحوب»للإشارة إلى هذه الحقيقة.