وَ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَفِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوااللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّيَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِوَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّالَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَبِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَشَيْئاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (177)
الخطاب في قوله تعالى: وَ لا يَحْزُنْكَالَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِموجه إلى النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم.
فاللّه تعالى يسلي نبيّه في أعقاب أحداث«أحد» المؤلمة قائلا له: أيّها الرّسول لايَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِيالْكُفْرِ و كأنّهم يتسابقون إليهإِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَشَيْئاً بل يضرّون بذلك أنفسهم، و أساسافالمتضرر و المنتفع إنّما هي الموجوداتالتي لا تملك من عند أنفسها شيئا حتىوجودها، أمّا اللّه الأزلي الأبدي سبحانهفهو الغني المطلق، فما الذي يعود به كفرالناس أو إيمانهم عليه سبحانه، و أي أثريمكن أن يكون لجهودهم و محاولاتهمبالنّسبة إليه تعالى؟
إنّهم هم المنتفعون بإيمانهم إذ يتكاملونبهذا الإيمان، و هم المتضررون