امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 220
نمايش فراداده

سَبِيلًا و الثّالثة إنّهم على العكس وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّيَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا.

بعد ذكر هذه الصفات الثلاث الحاكيةبرمتها عن تصلب هذا الفريق تجاه الحق،أشار إلى عللها و أسبابها، فقال: ذلِكَبِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ.

و لا شك أنّ التكذيب لآيات اللّه مرّة- أوبضع مرات- لا يستوجب مثل هذه العاقبة، فبابالتوبة مفتوح في وجه مثل هذا الإنسان، وإنّما الإصرار في هذا الطريق هو الذي يوصلالإنسان إلى نقطة لا يعود معها يميّز بينالحسن و القبيح، و المستقيم و المعوج، أييسلب القدرة على التمييز بين «الرشد» و«الغي».

ثمّ تبيّن الآية اللاحقة عقوبة مثل هؤلاءالأشخاص و تقول: وَ الَّذِينَ كَذَّبُوابِآياتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْأَعْمالُهُمْ.

و «الحبط» يعني بطلان العمل و فقدانهللأثر و الخاصية، يعني أنّ مثل هؤلاءالأفراد حتى إذا عملوا خيرا فإنّ عملهم لنيعود عليهم بنتيجة (و للمزيد من التوضيححول هذا الموضوع راجع ما كتبناه عند تفسيرالآية 217 من سورة البقرة).

و في ختام الآية أضاف بأن هذا المصير ليسمن باب الانتقام منهم، إنما هو نتيجةأعمالهم هم، بل هو عين أعمالهم ذاتها و قدتجسمت أمامهم هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ماكانُوا يَعْمَلُونَ؟! إنّ هذه الآية نموذجآخر من الآيات القرآنية الدالة على تجسّمالأعمال، و حضور أعمال الإنسان خيرها وشرها يوم القيامة.