امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 27
نمايش فراداده

و من الواضح أنّ جملة ما لَمْ يُنَزِّلْبِهِ سُلْطاناً للتأكيد، و لإلفات النظرإلى حقيقة أنّ المشركين لا يملكون أي دليلمنطقي و أي برهان معقول، و كلمة «السلطان»تعني كل دليل و برهان يوجب تسلّط الإنسان وانتصاره على من يخالفه.

و آخر ما يؤكّد عليه من المحرمات هو نسبةشي‏ء لم يستند إلى علم اللّه وَ أَنْتَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لاتَعْلَمُونَ.

و لقد بحثنا حول القول على اللّه بغير علمعند تفسير الآية (28) من نفس هذه السورةأيضا.

و لقد أكّد في الآيات القرآنية و الأحاديثالإسلامية على هذه المسألة كثيرا، و منعالمسلمون بشدة عن قول ما لا يعلمون إلىدرجة أنّه‏

روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنّه قال: «من أفتى بغير علم لعنتهملائكة السماوات و الأرض». «1»

و لو أنّنا أمعنا النظر و دققنا جيدا فيأوضاع المجتمعات البشرية، و المصائب والمتاعب التي تعاني منها تلكم المجتمعات،لعرفنا أنّ القسط الأكبر من هذا الشقاءناشئ من بث الشائعات، و القول بغير علم، والشهادة بغير الحق، و إبداء و جهات نظر لاتستند إلى برهان أو دليل.

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام، طبقالرواية تفسير نور الثقلين، المجلدالثّاني،