امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 269
نمايش فراداده

الثّالث.

و كما جاء في الرّوايات، فإنّه عند ما رأىهذا الفريق أن عظاته و نصائحه لا تجدي معالعصاة انزعجوا و قالوا: سنخرج منالمدينة، فخرجوا إلى الصحراء ليلا، و اتفقأن أصاب العذاب الإلهي كلا الفريقينالآخرين.

و أمّا ما احتمله بعض المفسّرين من أنّالعصاة هم الذين أصيبوا بالعذاب فقط، ونجى الساكتون أيضا، فهو لا يتناسب مع ظاهرالآيات الحاضرة.

3- هل أنّ كلا الفريقين عوقبوا بعقاب واحد

يظهر من الآيات الحاضرة أنّ عقوبة المسخكانت مقتصرة على العصاة، لأنّه تعالىيقول: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُواعَنْهُ ... و لكن من جانب آخر يستفاد منالآيات الحاضرة- أيضا- أنّ الناصحينالواعظين فقط هم الذين نجوا من العقاب،لأنّه تعالى يقول: أَنْجَيْنَا الَّذِينَيَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ.

من مجموع هاتين الآيتين يتبيّن أنّالعقوبة نالت كلا الفريقين، و لكن عقوبةالمسخ اختصت بالعصاة فقط، و أمّا عقوبةالآخرين فمن المحتمل أنّها كانت الهلاك والفناء، بالرغم من أن العصاة أيضا هلكوابعد مدّة من المسخ حسب ما جاء في هذا الصددمن الرّوايات. «1»

4- هل المسخ كان جسمانيا أو روحانيا؟

«المسخ» أو بتعبير آخر «تغيير الشكلالإنساني إلى الصورة الحيوانية» و منالمسلّم أنّه حدث على خلاف العادة والطبيعة.

على أنّه قد شوهدت حالات جزئية من(موتاسيون) و القفزة، و تغيير الشكل‏

(1) و إذا كان يستفاد من بعض الرّوايات خلافهذا الموضوع، فإنّه مضافا إلى أنّه لايمكن الاعتماد عليه في مقابل ظاهر الآياتفإنّما ضعيفة من حيث السند أيضا، و يحتملأن يكون الراوي قد أخطأ في نقل الرواية.