امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 340
نمايش فراداده

الطريق السليم هو التحمل و الجلد و عدمالاكثرات بمثل هذه الأمور. و التجربة خيردليل على أنّ هذا الأسلوب هو الأسلوبالأمثل لمعالجة الجهلة، و إطفاء النائرة،و القضاء على الحسد و التعصب، و ما إلى ذلك.

و في الآية التّالية دستور آخر، و هو فيالحقيقة يمثل الوظيفة الرّابعة التيينبغي على القادة و المبلغين أن يتحملوها،و هي أن لا يدعوا سبيلا للشيطان إليهم،سواء كان متمثلا بالمال أم الجاه أمالمقام و ما إلى ذلك، و أن يردعوا الشياطينأو المتشيطنين و وساوسهم، لئلا ينحرفوا عنأهدافهم.

فالقرآن يقول: وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَمِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْبِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «1».

أجمع آية أخلاقية ...:

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّهقال: «لا آية في القرآن أجمع في «المسائل»الأخلاقية من هذه الآية» «2»

«أي الآية الأولى من الآيات محل البحث».

قال بعض الحكماء في تفسير هذا الحديث: إنّأصول الفضائل الأخلاقية وفقا لأصول القويالإنسانية «العقل» و «الغضب» و «الشّهوة»تتلخص في ثلاثة أقسام:

1- الفضائل العقلية: و تدعى بالحكمة، وتتلخص بقوله تعالى: وَ أْمُرْبِالْعُرْفِ.

2- و الفضائل النّفسية في مواجهة الطغيان والشهوة، و تدعى بالعفة، و تتلخص بـ «خذالعفو».

3- و التسلط على القوة الغضبية، و تدعىبالشجاعة، و تتلخص في قوله‏

(1) ينزغ مأخوذ من مادة «النزغ» على زنة«النزع» و معناه الدخول في الأمر لإفسادهأو الإثارة ضده! ...

(2) مجمع البيان، ذيل الآية.