امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 359
نمايش فراداده

و خارجي ...

فالثلاث الأولى عبارة عن «الإحساسبالمسؤولية» و «الإيمان» و «التوكل».

و الاثنتان الأخريان هما الارتباطباللّه، و الارتباط بخلق اللّه سبحانه.

فتقول الآيات أوّلا: إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَاللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ.

و «الوجل» حالة الخوف التي تنتابالإنسان، و هو ناشئ عن أحد أمرين:

فقد ينشأ عند إدراك المسؤولية و احتمالعدم القيام بالوظائف اللازمة التي ينبغيعلى الإنسان أداؤها بأكمل وجه امتثالالأمر اللّه تعالى.

و قد ينشأ عند إدراك عظمة مقام اللّه، والتوجه إلى وجوده المطلق الذي لا نهايةله، و مهابته التي لا حدّ لها.

و توضيح ذلك: قد يتفق للإنسان أن يمضيلرؤية شخص عظيم هو- بحق- جدير بالعظمة منجميع الجوانب، فالإنسان الذي يمضي لرؤيتهقد يقع تحت تأثير ذلك المقام و تلك العظمة،بحيث يحس بنوع من الرهبة في داخله و يضطربقلبه حتى أنّه لو أراد الكلام لتعلثم، و قدينسى ما أراد أن يقوله، حتى لو كان ذلكالشخص يحب هذا الإنسان و يحب الآخرينجميعا و لم يصدر عنه ما يدعو إلى القلق.

فهذا الخوف و الاضطراب أو المهابة مصدرهاعظمة ذلك الشخص، يقول القرآن الكريم فيهذا الصدد: لَوْ أَنْزَلْنا هذَاالْقُرْآنَ عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُخاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِاللَّهِ «1».

كما نقرأ في آية أخرى من قوله تعالى:إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِالْعُلَماءُ «2».

و هكذا فإن العلاقة قائمة بين العلم والخوف أيضا، و بناء على ذلك فمن‏

(1) الحشر، 21.

(2) فاطر، 28.