امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 368
نمايش فراداده

المشكلة الأخرى التي كان أصحاب النّبييواجهونها، هي أن أرض بدر كانت غير صالحةللنزال لما فيها من الرمال، فنزل المطرتلك الليلة، فأفاد منه أصحاب النّبيفاغتسلوا منه و توضأوا و أصبحت الأرض صلبةصالحة للنزال، العجيب في ذلك أنّ المطركان في جهة العدوّ شديدا بحيث أربكهم وأزعجهم.

و الخبر الجديد الذي حصل عليه أصحابالنّبي من جواسيسهم الذين تحسسوا ليلاحالة العدو أنّ جيش قريش مع كل تلكالإمكانات العسكرية في حالة من الرعببمكانة لا توصف، فكأنّ اللّه أنزل عليهاجيشا من الرعب و الوحشة.

و عند الصباح اصطفّ جيش المسلمين الصغيربمعنويات عالية ليواجهوا عدوّهم، و لكنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم- إتماماللحجّة و لئلا يبقى مجال للتذرع بالذرائعالواهية- أرسل إلى قريش ممثلا عنه ليقوللهم: إنّ النّبي لا يرغب في قتالكم لا يحبّأن تكونوا أوّل جماعة تحاربه. فوافق بعضقادة قريش على هذا الاقتراح و رغبوا فيالصلح، إلّا أنّ أبا جهل امتنع و أبىبشدّة.

و أخيرا اشتعلت نار الحرب، فالتقى أبطالالإسلام بجيش الشرك و الكفر، و وقف حمزةعمّ النّبي و علي ابن عمّ النّبي الذي كانأصغر المقاتلين سنّا وجها لوجه مع صناديدقريش و قتلوا من بارزهم فانهار ما تبقى منمعنويات العدوّ، فأصدر أبو جهل أمرا عامابالحملة، و كان قد أمر بقتل أصحاب النّبيمن أهل المدينة «الأنصار» و أن يؤسرالمهاجرون من أهل مكّة. فقال النّبيلأصحابه:

«غضّوا أبصاركم و عضو على نواجذ و لاتستلوا سيفا حتى آذان لكم».

ثمّ‏

مدّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّميديه إلى الدعاء، و رفع بهما نحو السماءفقال: «يا ربّ إن تهلك هذه العصابة لم تعبدو إن شئت أن لا تعبد لا تعبد ...»

فهبت ريح عاصف الى العدوّ، و كان المسلمونيحملون على عدوّهم و الرياح تهب من خلفهمبوجه العدوّ، و أثبت المسلمون جدارة فائقةو صمدوا