امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 369
نمايش فراداده

للقتال حتى قتلوا منهم سبعين «و أبو جهلمن القتلى» و أسروا سبعين، و انهزم الجمع وولّوا الدبر، و لم يقتل من المسلمين إلّانفر قليل، و كانت هذه المعركة أوّل مواجهةمسلحة بين المسلمين و عدوّهم من قريش، وانتهت بالنصر الساحق للمسلمين على عدوّهم«1».

التّفسير

و الآن و بعد أن عرفنا باختصار كيف كانتغزوة بدر، نعود ثانية إلى تفسير الآيتين.

في الآية الأولى- من الآي محل البحث- إشارةإلى وعد اللّه بالنصر في معركة بدرإجمالا، إذ تقول الآية: وَ إِذْيَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَىالطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ.

لكنكم لخوفكم من الخسائر و اخطار و بلاياالحرب لم تكونوا راغبين فيها وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِالشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ.

و قد جاء في بعض الرّوايات الإسلامية

أن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قاللهم: «إحدى الطائفتين لكم، إمّا العير وإمّا النفير».

و كلمة العير تعني القافلة، و النفير يعنيالجيش.

إلّا أنّه- كما يلاحظ في الآية الكريمة،أنّ التعبير جاء بذات الشكوكة مكان الجيشو النفير، و بغير ذات الشوكة مكان القافلةأو العير.

و هذا التعبير يحمل في نفسه معنى لطيفا،لأنّ الشوكة ترمز إلى القدرة و تعنيالشدّة، و أصلها مأخوذ من الشوك، ثمّاستعملت هذه الكلمة «الشوكة» في نصولالرماح، ثمّ أطلق هذا الاستعمال توسعا علىكل نوح من الأسلحة، و لما كان السلاح يمثلالقوّة و القدرة، و الشدّة فقد عبر عنهبالشوكة.

(1) لمزيد من الإيضاح يراجع تفسير نورالثقلين، ج 2، ص 121 إلى 136 و مجمع البيان ج 4،ص 521، 523، و ما ذكرناه بتصرف و اختصار.