امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 418
نمايش فراداده

معركة أحد.

إلّا أنّه لما كانت الآية محل البحث واقعةفي سياق الآيات النازلة في معركة بدر،فإنّ الرأي الأوّل في شأن نزولها يبدوأقرب للصحة.

التّفسير

مهما يكن شأن نزول الآية، فمفهومها مفهومجامع يحمل في معناه كلّ ما بذله أعداء الحقو العدل من أموال لنيل مقاصدهم المشؤومة،إذ تقول في مستهلها: إِنَّ الَّذِينَكَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْلِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.

إلّا أنّ هذا الإنفاق و البذل لن يحقق لهمنصرا فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُعَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ.

و لا يبتلون بالحسرة و الهزيمة في الدنيافحسب، بل هم كذلك في الآخرة أيضا وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى‏ جَهَنَّمَيُحْشَرُونَ.

ملاحظات‏

1- يستفاد من الآية محل البحث أنّ «هؤلاء»يحسّون بعدم جدوى أعمالهم حتى قبل غلبهم وانهزامهم، و حيث إنّهم لا يرون نتيجةمثمرة لما أنفقوه من الأموال، فسيبتلونبالألم و الحسرة، و هذا الأمر هو نوع منجزائهم الدنيوي و أحد عقوباتهم فيها.

أمّا الجزاء الآخر الذي ينالونه، فهو فشلخططهم و مناهجهم، لأنّ الذين يقاتلون و هممتعلقون بالأموال و الثروة لا يستطيعونمواجهة المقاتلين من أجل المبدأ و الأهدافالمقدسة.

و قد برهنت الحوادث في عصرنا هذا على أنالدول القوية التي تغري‏