امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 5 -صفحه : 636/ 500
نمايش فراداده

مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ.

أي أنّ المجتمع الإسلامي ليس مجتمعامنغلقا و محصورا على نفسه، بل أبوابهمفتوحة لجميع المؤمنين و المهاجرين والمجاهدين، و إن كان للمهاجرين الأوائلمقام خاص و منزلة كريمة، إلّا أنّ ذلك لايعني أن المؤمنين الجدد و المهاجرين فيالمستقبل لا يعدّون جزاء من المجتمعالإسلامي و لا يكونون من نسيجه.

و تشير الآية في ختامها إلى ولاية الأرحامبعضهم لبعض، و أوليتها فيما جعله اللّه فيعبادة من أحكام، فتقول: وَ أُولُواالْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ.

و في الحقيقة فإنّ الآيات السابقة تتكلمعن ولاية المؤمنين و المسلمين العامّة«بعضهم إلى بعض» أمّا هذه الآية محل البحثفتؤكّد هذا الموضوع في شأن الأرحام والأقارب، فهم إضافة إلى ولاية الإيمان والهجرة يتمتعون بولاية الأرحام أيضا، و منهنا فهم يرثون و يورثون بعضهم بعضا، إلّاأنّه لا إرث بين غيرهم من المؤمنين الذينلا علاقة قربى بينهم.

فبناء على ذلك فإنّ الآية الأخيرة لاتتكلم عن الإرث، بل تتكلم عن موضوع واسع منضمنه موضوع الإرث.

و إذا وجدنا في الرّوايات الإسلامية، و فيالكتب الفقهية، استدلالا بهذه الآية والآية المشابهة لها في سورة الأحزاب علىالإرث، فلا يعني ذلك أن الآي الذي استدل بهعلى الإرث منحصر بهذا الشأن فحسب، بل توضحقانونا كليّا، و الإرث جزء منه. و لهذا نجدأنّه استدل بهذه الآية محل البحث علىموضوع خلافة النّبي مع أنّها غير داخلة فيموضوع الإرث المالي.

و استدل بها على أولوية غسل الميت، كماصرّحت به الرّوايات الإسلامية.

و بملاحظة ما ذكرناه آنفا يتّضح أنّه لادليل على ما أصر عليه جماعة من‏