ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ (55) وَ لا تُفْسِدُوا فِيالْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُخَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَاللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)
لقد أثبتت الآية السابقة- في ضوء ما أقيممن برهان واضح- هذه الحقيقة، و هي أنّ الذييستحق للعبادة فقط هو اللّه، و في عقيب ذلكورد الأمر هنا بالدعاء، الذي هو مخالعبادة و روحها، يقول أوّلا: ادْعُوارَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً.
و «التضرع» في الأصل من مادة «ضرع» بمعنىالثدي، و على هذا يكون فعل التضرع بمعنىحلب اللبن من الضرع، و حيث إنّه عند حلباللبن تتحرك الأصابع على حلمة الثدي منجهاتها المختلفة استدارا للحليب، لهذااستعملت هذه الكلمة في من يظهر حركاتخاصّة إظهارا للخضوع و التواضع.
و على هذا فإنّ الآية المبحوثة، و عبارةادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً تحثّنا علىأن نقبل على اللّه بمنتهى الخضوع و الخشوعو التواضع، بل يجب أن تنعكس روح