امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 130
نمايش فراداده

إلّا أنّ هؤلاء أنفسهم، إذا تحسّن وضعهمالمادي فإنّهم سينسون كل عهودهم ومواثيقهم مع اللّه و الناس، و يغرقون فيحبّ الدنيا، و ربّما تغيّرت كل معالمشخصياتهم، و يبدؤون بالتفكير بصورة أخرى وبمنظار مختلف تماما، و هكذا يؤدي ضعفالنفس هذا إلى حبّ الدنيا و البخل و عدمالإنفاق و بالتالي يكرّس روح النفاق فيهمبشكل يوصد أمامهم أبواب الرجوع إلى الحق.

فالآية الأولى تتحدث عن بعض المنافقينالذين عاهدون اللّه على البذل و العطاءلخدمة عباده إذا ما أعطاهم اللّه المالالوفير وَ مِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَلَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِلَنَصَّدَّقَنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَالصَّالِحِينَ.

إلّا أنّهم يؤكّدون هذه الكلمات و الوعودما دامت أيديهم خالية من الأموال فَلَمَّاآتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ غير أنعملهم هذا و مخالفتهم للعهود التي قطعوهاعلى أنفسهم بذرت روح النفاق في قلوبهم وسيبقى إلى يوم القيامة متمكنا منهمفَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْإِلى‏ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ و إنّمااستحقوا هذه العاقبة السيئة غير المحمودةبِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ.

و في النهاية و بّخت الآية هؤلاء النفر ولامتهم على النوايا السيئة التييضمرونها، و على انحرافهم عن الصراطالمستقيم، و استفهمت بأنّهم أَ لَمْيَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُسِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّاللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ.

ملاحظات

و هنا يجب الانتباه إلى عدّة ملاحظات:

1- يمكن أن نرى بوضوح تام من خلال جملةفَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْأنّ النسبة و العلاقة بين الكثير منالذنوب و الصفات السيئة، بل و حتى بينالكفر