امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 145
نمايش فراداده

مكان آخر، فإنّ أحدا سوف لا يقع فيمكائدهم و حبائلهم في هذه المدينة.

و توجد هنا مسألة ينبغي التنبيه إليها، وهي أنّ جملة طائِفَةٍ مِنْهُمْ توحي أنهؤلاء المنافقين لم يكونوا بأجمعهميمتلكون الشجاعة حتى يحضروا و يطلبوا منالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم السماحلهم في الخروج إلى الجهاد، ربّما لأنبعضهم كانوا مفضوحين إلى حد يخجلون معه منالحضور في مجلس النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم و طلب الخروج معه.

ثمّ تبيّن الآية أن سبب عدم قبول اقتراحهؤلاء و طلبهم بـ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْبِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍفَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ.

ملاحظات

1- لا شك أنّ هذه المجموعة من المنافقين لوكانوا قد ندموا على تخلفهم و تابوا منه، وأرادوا الجهاد في ميدان آخر من أجل غسلذنبهم السابق، لقبل اللّه تعالى منهم ذلك،و لم يردهم النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فعلى هذا يتبيّن لنا أن طلبهم هذابنفسه نوع من المراوغة و الشيطنة و عملنفاقي، أو قل: إنّه كان تكتيكا من أجلإخفاء الوجه القبيح لهم، و الاستمرار فيأعمالهم السابقة.

2- إنّ كلمة (خالف) تأتي بمعنى المتخلف، وهي إشارة إلى المتخلفين عن الحضور فيساحات القتال، سواء كان تخلفهم لعذر أوبدون عذر.

و ذهب البعض قال: إنّ خالف بمعنى مخالف، أياذهبوا أيّها المخالفون و ضموا أصواتكمإلى المنافقين لتكونوا جميعا صوتا واحدا.

و فسّرها البعض بأنّ معناها (فاسد) لأنّالخلوف بمعنى الفساد، و خالف: جاء في اللغةبمعنى فاسد.

و يوجد احتمال آخر، و هو أنّه قد يراد منالكلمة جميع المعاني المذكورة، لأنّالمنافقين و أنصارهم توجد فيهم كل هذهالصفات الرذيلة.