امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 212
نمايش فراداده

تحت هذا الإسلام المقدس، ثمّ لخصتأهدافهم في أربعة أهداف:

1- إنّ هؤلاء كانوا يقصدون من هذا العملإلحاق الضرر بالمسلمين، فكان مسجدهم(ضرارا).

«الضرار» تعني الإضرار العمدي، و هؤلاءفي الواقع بعكس ما كانوا يدّعونه من أنّهدفهم تأمين مصالح المسلمين و مساعدةالمرضى و العاجزين عن العمل، كانوا يسعونمن خلال هذه المقدمات إلى المكيدة بالنّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم و رسالته، و سحقالمسلمين، بل إذا استطاعوا أن يقتلعواالدين الإسلامي و جذوره من صفحة الوجودفإنّهم سوف لا يقصرون في هذا السبيل.

2- تقوية أسس الكفر، و محاولة إرجاع الناسإلى الحالة التي كانوا يعيشونها قبلالإسلام: (و كفرا).

3- إيجاد الفرقة بين المسلمين، لأنّاجتماع فئة من المسلمين في هذا المسجدسيقلل من عظمة التجمع في مسجد قبا الذي كانقريبا منه، أو مسجد النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم الذي كان يبعد عنه، وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.

و يظهر من هذه الجملة- و كذلك فهم بعضالمفسّرين- أنّ المسافة بين المساجد يجبأن لا تكون قليلة بحيث يؤثر الاجتماع فيمسجد على جماعة المسجد الآخر، و على هذافإنّ الذين يبنون المساجد أحدها إلى جانبالآخر بدافع من التعصب القومي، أو الأغراضالشخصية و يفرقون جماعات المسلمين بحيثتبقى صفوف الجماعة خالية لا روح فيها و لاجاذبية، يرتكبون ما يخالف الأهدافالإسلامية.

4- و الهدف الأخير لهؤلاء هو تأسيس مقر ومركز لإيواء المخالفين للدين و أصحابالسوابق، السيئة، و الانطلاق من هذا المقرفي سبيل تنفيذ خططهم و مؤامراتهم: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ.

إلّا أنّ ممّا يثير العجب أنّ هؤلاء قدأخفوا كل هذه الأغراض الشريرة