امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 268
نمايش فراداده

و لكن القرآن يجيبهم بلهجة قاطعة، و يقولضمن تقسيم الناس الى طائفتين:

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوافَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْيَسْتَبْشِرُونَ.

و هذا على خلاف المنافقين و مرضى القلوبمن الجهل و الحسد و العناد وَ أَمَّاالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌفَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ.

و في النهاية، فإنّ هؤلاء بعنادهميغادرون الدنيا على الكفر: وَ ماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ.

ملاحظات

و هنا ملاحظات ينبغي التنبه لها:

1- إنّ القرآن الكريم يؤكّد من خلال هاتينالآيتين على حقيقة، و هي أنّ وجود البرامجو القوانين الحياتية لا تكفي بمفردهالسعادة فرد أو جماعة، بل يجب أن يؤخذ بنظرالإعتبار وجود الأرضية المهيئة والاستعداد للتلقي كشرط أساسي.

إنّ آيات القرآن كقطرات المطر تصيبالحديقة الغناء و الأرض السبخة، فالذينينظرون إلى الحقائق بروح التسليم والإيمان و العشق، يتعلمون من كل سورة- بلمن كل آية- درسا يزيد في إيمانهم، و يفعّلسمات الإنسانية لديهم.

أمّا الذين ينظرون إلى هذه الآيات من خلفحجب العناد و الكبر و النفاق، فإنّهم لايستفيدون منها، بل و تزيد في كفرهم ورجسهم. و بتعبير أخر فإنّهم يعصون كل أمرفيها ليرتكبوا بذلك معصية جديدة تضاف إلىمعاصيهم، و يواجهون كل قانون بالتمردعليه، و يصرون على رفض كل حقيقة، و هذا هوسبب تراكم المعاصي و الآثام في وجودهم، وبالتالي تتجذّر هذه الصفات الرذيلة فيكيانهم، و في النهاية إغلاق كل طرق الرجوعبوجوههم و موتهم على الكفر.