امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 372
نمايش فراداده

ملاحظتان‏

1- هل أنّ القلب هو مركز الإحساسات؟

ظاهر الآية الأولى من هذه الآيات، كما هوظاهر بعض آيات أخرى من القرآن، أنّ مركزالأمراض الأخلاقية هو القلب.

إنّ هذا الكلام يمكن أن يعارضه في البدايةهذا الإشكال، و هو أنّنا نعلم أن كلالأوصاف الأخلاقية و المسائل الفكرية والعاطفية ترجع إلى روح الإنسان، و ليسالقلب إلّا مضخة أتوماتيكية لنقل الدم وتغذية خلايا البدن.

هذا حقّ طبعا، فإنّ القلب له وظيفة إدارةجسم الإنسان، و المسائل النفسية مرتبطةبروح الإنسان، لكن توجد هنا نكتة دقيقةإذا ما لوحظت سيتّضح رمز هذا التعبيرالقرآني، و هي أنّ في جسم الإنسان مركزينكل منهما مظهر لبعض الأعمال النفسيةللإنسان، أي أنّ كلا من هذين المركزين إذاتأثر بالانفعالات النفسية فإنّه سيظهر ردالفعل مباشرة: أحدهما المخ، و الآخر القلب.

عند ما نبحث المسائل الفكرية في محيطالروح، فإنّ انعكاس ذلك التفكير سيتّضحفورا في المخ، و بتعبير آخر فإنّ المخ آلةتساعد الروح في مسألة التفكر، و لذلك فإنّالدم يدور بصورة أسرع في المخ في حالةالتفكير، و تتفاعل خلايا المخ بصورة أكبر،و بالتالي سوف تمتص كمية أكبر من الغذاء وترسل أمواجا أكثر.

أمّا عند ما يكون الكلام و البحث حولالمسائل العاطفية كالعشق و المحبّة، والتصميم و الإرادة و الغضب و الحقد والحسد، و العفو و الصفح، فإنّ نشاطا عجيبايبدأ في قلب الإنسان، فأحيانا تشتدضرباته، و أحيانا تقل إلى الحد الذي يظنمعه أنّه سيتوقف عن العمل، و نشعر أحياناأن قلبنا يريد أن ينفجر. كل ذلك نتيجةللارتباط الوثيق للقلب مع هذه المسائل.

لهذه الجهة ينسب القرآن المجيد الإيمانإلى القلب، فيقول: وَ لَمَّا يَدْخُلِالْإِيمانُ‏