امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 430
نمايش فراداده

الروح، لا من الخارج و بواسطة السيف،خاصّة و أنّها حذرت النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم من إكراه و إجبار الناس علىالإيمان و الإسلام.

الآية التّالية قد ذكرت هذه الحقيقةأيضا، و هي أنّ البشر و إن كانوا أحرارا فياختيارهم، إلّا أنّه وَ ما كانَ لِنَفْسٍأَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ولهذا فإنّ هؤلاء قد ساروا في طريق الجهل وعدم التعقل، و لم يكونوا مستعدينللاستفادة من رأس مال فكرهم و عقلهم، و سوفلا يوفقون للإيمان و هم على هذا الحال، إذوَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَلا يَعْقِلُونَ.

ملاحظتان‏

1- من الممكن أن يتصور في البداية أنّ هناكتنافيا و تضادا بين الآية الأولى والثّانية، إذ أنّ الآية الأولى تقول: إنّاللّه لا يجبر أحدا على الإيمان، في حين أنالآية الثّانية تقول: إنّ أحدا لا يمكن أنيؤمن حتى يأذن اللّه! إلّا أنّ التنبه إلىنكتة واحدة يرفع هذا التضاد الظاهري، و هيأنّنا نعتقد بأنّ الجبر غير صحيح، كما أنّالتفويض غير صحيح أيضا، أي أن الناس ليسوامجبورين تماما على أعمالهم، و لا هممتروكون و أنفسهم يعملون ما يشاءون، بلإنّهم في الوقت الذي يكونون فيه أحرارا فيالإرادة، فإنّهم في حاجة للمعونةالالهية، لأنّ اللّه سبحانه هو الذييعطيهم حرية الإرادة، فالعقل و الوجدانالطاهر هما من مواهبه و عطاياه، و إرشادالأنبياء و هداية الكتب السماوية من جانبهأيضا، و بناء على هذا ففي عين حرية الإرادةو الإختيار، فإنّ منبع هذه الهبة و ما ينتجعنها من جانب اللّه سبحانه. دققوا ذلك.

2- إنّ آخر جملة من الآية الأخيرة، أي وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لايَعْقِلُونَ لا ينبغي أن تفسر بمعنى الجبرمطلقا، لأنّ جملة لا يَعْقِلُونَ دليلعلى‏