امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 491
نمايش فراداده

الكبرى و العالم الوسيع بعد الموت يفعلالطاقات الايجابية الكامنة في النفس والروح.

و من الطّريف أنّ جميع هذه المسائل تجتمعفي مفهوم «الظلم» لأنّ المفهوم الواسعلهذه الكلمة يشمل كل انحراف و تغييرللموضع الواقعي للأشياء و الأعمال والصفات و العقائد.

في الآية التالية يبيّن أنّ هؤلاء لايستطيعون الهرب من عقاب اللّه في الأرض ولا أن يخرجوا من سلطانه أُولئِكَ لَمْيَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ كماأنّهم لا يجدون وليّا و حاميا لهم غيراللّه وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِاللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ.

و أخيرا يشير سبحانه إلى عقوبتهم الشديدةحيث تكون مضاعفة يُضاعَفُ لَهُمُالْعَذابُ.

لماذا؟! لأنّهم كانوا ضالين و مخطئين ومنحرفين، و في الوقت ذاته كانوا يجرّونالآخرين إلى هذا السبيل، فلذلك سيحملونأوزارهم و أوزار الآخرين، دون التخفيف عنالآخرين من أوزارهم وَ لَيَحْمِلُنَّأَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَأَثْقالِهِمْ «1».

و هناك أخبار كثيرة في أن «من سنّ سنة سيئةفعليه وزرها و وزر من عمل بها، و من سنّ سنةحسنة فله أجرها و أجر من عمل بها».

و في ختام الآية يبيّن اللّه سبحانه أساسشقاء هؤلاء بقوله: ما كانُوايَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَ ما كانُوايُبْصِرُونَ.

فهم في الحقيقة بإهمالهم هاتين الوسيلتينالمؤثرتين [وسيلتي السمع و البصر] لدركالحقائق، ضلّوا السبيل و أضلّوا سواهمأيضا .. لأنّ الحق و الحقيقة لا يدركان إلّابالسمع و البصر النافذ.

و من الطريف هنا أنّنا نقرأ في الآيةأنّهم ما كانوا يستطيعون السمع، أي استماعالحق، فهذا التعبير يشير إلى الحالةالواقعية التي هم فيها، و هي أنّ استماعالحق‏

(1) العنكبوت، 23.