امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 6 -صفحه : 584/ 575
نمايش فراداده

و على كل داخل في باطل إثمان إثم العمل بهو إثم الرضا به» «1».

و من أجل أن نعرف عمق العلاقة الفكرية والعاطفية في الإسلام و سعتها بحيث لا يعرفلها حد من جهة الزمان و المكان، فيكفي أننذكر هذا الكلام للإمام علي عليه السّلاممن نهج

البلاغة لنلفت إليه الأنظار:

«حين انتصر الإمام علي في حرب الجمل علىالمتمردين و مثيري الفتنة و فرح أصحاب عليبهذا الإنتصار الذي يعدّ انتصارا للإسلامعلى الشرك و الجاهلية، قال له أحد أصحابه:«وددت لو أنّ أخي شهدنا هنا في الميدانليرى انتصارك على عدوك».

فالتفت الإمام عليه السّلام إليه قائلا:«أهوى أخيك معنا» فقال: «نعم» فقال الإمامعليه السّلام:

«شهدنا» ثمّ قال: «و لقد شهدنا في عسكرناهذا أقوام في أصلاب الرجال و أرحام النساءسيرعف بهم الزمان و يقوى بهم الإيمان» «2».

و لا شك أنّ أولئك الذين يساهمون في منهجما و يشتركون فيه و يتحملون كل مشاكله وأتعابه، لهم امتياز خاص، و لكن هذا لا يعنيأن الآخرين لم يشتركوا في ذلك أبدا، بلسواء كانوا في عصرهم أو العصور و القرونالمقبلة و لهم ارتباط عاطفي و فكري بهم فهممشتركون معهم بنحو من الأنحاء.

هذه المسألة التي قد لا نجد لها نظيرا فيأي مذهب من مذاهب العالم، قائمة على أساسمن حقيقة اجتماعية هامة، و هي أنالمنسجمون فكريا و عقائديا حتى لو لميشتركوا في منهج معيّن، إلّا أنّهمسيدخلون قطعا في مناهج مشابهة له فيمحيطهم و زمانهم، لأنّ أعمال الناس منعكسةعن أفكارهم، و لا يمكن أن يرتبط الإنسانبمذهب معين و لا يظهر أثره في عمله.

و الإسلام منذ الخطوة الأولى يهتم بإيجاداصلاحات في روح الإنسان و نفسه لإصلاحعمله تلقائيا و على ضوء الرّواياتالمتقدمة فإنّ أي مسلم يبلغه أنّ فلانا

(1) وسائل الشيعة، ج 11، ص 411.

(2) نهج البلاغة، الكلام رقم 12.