امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 115
نمايش فراداده

من القرآن- جواب لأولئك الذين يتهمونالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنّهتعلم القرآن من اعجمي، و انّ محتوى القرآنمستورد و ليس وحيا الهيا.

و هذه التعبيرات المتتابعة تحتم ضمناوظيفة مفروضة على جميع المسلمين، و هي انيسعوا جميعا الى معرفة اللغة العربية و انتكون اللغة الثانية الى جانب لغتهم،لانّها لغة الوحي و مفتاح فهم حقائقالإسلام.

ثمّ يقول سبحانه: نَحْنُ نَقُصُّعَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِماأَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَالْغافِلِينَ.

يعتقد بعض المفسّرين انّ أَحْسَنَالْقَصَصِ اشارة الى مجموع القرآن، و انّجملة بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَاالْقُرْآنَ قرينة على ذلك. و القصّة هناليست بمعنى سرد الحكاية، بل المراد معناها«الجذري» في اللغة و هو البحث عن آثارالشي‏ء.

و بما انّ اي موضوع- حين يشرح و يفصّل-يبيّن بكلمات متتابعة، فلذلك يطلق عليهقصّة ايضا.

و على كل حال فإنّ اللّه سبحانه عبّر بـأَحْسَنَ الْقَصَصِ عن مجموع هذا القرآنالذي جاء في أجمل البيان و الشرح، و افصحالألفاظ و أبلغها، مقرونة بأسمى المعاني وادقّها، بحيث يبدو ظاهره عذبا جميلا، و منحيث الباطن فمحتواها عظيم.

و نشاهد في روايات متعددة انّ هذا التعبيراستعمل في مجموع القرآن، رغم انّ هذهالرّوايات لم ترد في تفسير هذه الآية- محلبحثنا-.

فمثلا نقرا

حديثا نقله علي بن ابراهيم عن النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم يقول: «انّ احسنالقصص هذا القرآن» «1».

كما نقل في روضة الكافي عن خطبة لأميرالمؤمنين قوله: ان احسن‏

(1) نور الثقلين، ج 2، ص 49.