مكانه من نفوسنا.
فكثير من الناس لا يزال ينظر الى قصّةيوسف عليه السّلام على انها حادثة عشقطريف، و مثله كمثل الدابّة التي يلوح لهاالبستان النضر المليء بالازهار، الّاانّها تراه حفنة من «العلف» تسدّ جوعها:
و ما يزال الكثير من الناس يضفي علىالقصّة افرازات خيالية كاذبة ليحرّفالقصّة عن واقعها ... و هذا من عدم اللياقة وفقدان الجدارة و عدم قابلية المحل، و الّافإنّ اصل القصّة جمع كل انواع القيمالانسانية العليا في نفسه.
و سنرى في المستقبل- بإذن اللّه- انّه لايمكن تجاوز فصول هذه القصّة الجامعة والجميلة و كما يقول الشاعر في هذه القصّة:
مع ملاحظة انّ القسم المهمّ من القرآن قدجاء على صورة تأريخ للأمم السابقة و قصصالماضين، فقد يتساءل البعض: لم يحمل هذاالكتاب التربوي كل هذا «التأريخ» والقصص؟! و تتضح
1- انّ التاريخ مختبر لنشاطات البشريةالمختلفة، و ما رسمه الإنسان في ذهنه منالأفكار و التصورات يجده بصورة عينية علىصفحات التأريخ.
و بملاحظة انّ اكثر المعلومات البشريةتوافقا مع الواقع و الحقيقة هي التي تحملجانبا حسيّا، فإنّ دور التاريخ في اظهارالواقعيّات الحياتية يمكن دركه جيدا.
فالإنسان يرى بأم عينيه الهزيمة المردية-لامّة ما- نتيجة اختلافها و تفرقها، كمايرى النجاح المشرق في قوم آخرين في ظلاتّحادهم و توافقهم. فالتاريخ