فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ فِيضَيْفِي أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌرَشِيدٌ يصدكم عن هذه الأعمال المخزية وينصحكم بالإقلاع عنها.
و لكن هؤلاء القوم المفسدين أجابوا لوطابكل وقاحة و عدم حياء و قالُوا لَقَدْعَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّوَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ.
و هنا وجد لوط هذا النّبي العظيم نفسهمحاصرا في هذه الحادثة المريرة فنادي وقالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً اوسند من العشيرة و الاتباع و المعاهدينالأقوياء حتى أتغلّب عليكم أَوْ آوِيإِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ.
1- العبارة التي قالها لوط عند هجوم القومعلى داره و أضيافه- هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّأَطْهَرُ لَكُمْ فتزوجوهنّ انّ شئتم فهنّحلال لكم و لا ترتكبوا الإثم و الذنب و قد-أثارت هذه العبارة بين
اوّلا: هل المراد من هؤُلاءِ بَناتِي بناتلوط على وجه الحقيقة و النسب؟! في حين انّعددهن- و طبقا لما ينقل التاريخ- ثلاث اواثنتان فحسب، فكيف يعرض تزويجهن على هذهالجماعة الكثيرة؟! ام انّ المراد من قولههؤُلاءِ بَناتِي بنات «القبيلة» والمدينة، و عادة ينسب كبير القوم و رئيسهمبنات القبيلة اليه و يطلق عليهنّ «بناتي».
الاحتمال الثّاني يبدو ضعيفا لانّه خلافالظاهر.
و الصحيح هو الاحتمال الاوّل، لانّ الذينهجموا على داره و أضيافه كانوا ثلّة من اهلالقرية لا جميعهم فاقترح عليهم لوط ذلكالاقتراح، أضف الى ذلك انّ لوطا كان يريدان يبدي منتهى إيثاره و تضحيته لحفظ ماءوجهه و ليقول لهم:
انّي مستعد لتزويجكم من بناتي لتقلعوا عنآثامكم و تتركوا اضيافي فلعل هذا