امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 158
نمايش فراداده

النفسية، بحيث يجعل الميل المفرط والرغبة الجامحة لأمر ما- و خاصّة معاقترانهما بالرذائل الاخلاقية- غشاوة علىاحساس الإنسان، فتنقلب عنده الحقائق وتتغير صورها.

لذا فإنّ القضاء الصحيح و ادراكالواقعيّات العينيّة، لا يمكن لها انتتحقق دون تهذيب النفس، و إذا كانتالعدالة شرط في القاضي فإنّ هذا الأمرواحد من أسبابها ... و إذا كان القرآنالكريم يقول في الآية (282) من سورة البقرةوَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُاللَّهُ فذلك اشارة الى هذه الحقيقة ايضا.

5- الكذاب عديم الحافظة قصّة يوسف- و ما جرى له مع اخوته- تثبت مرّةاخرى هذا الأصل المعروف الذي يقول: انّالكذاب لا يستطيع ان يكتم سرّه دائما،لانّ الواقعيات العينية حين تظهر الىالوجود الخارجي تظهر و معها روابط- اكثر منان تعدّ- مع موضوعات اخرى تدور حولها، وإذا أراد الكاذب ان يهيئ مناخا لمسألة غيرواقعية فإنّه لا يستطيع ان يحفظ هذهالروابط مهما كان دقيقا.

و لنفرض انّه يستطيع ان يؤلف بين عدد منالروابط الكاذبة في حادثة ما، و لكنالمحافظة على هذه الروابط المصطنعة فيذهنه ليست عملا هيّنا، فإنّ اقل غفلة منهتسبب وقوعه في التناقض، فتتسبب هذه الغفلةفي فضيحة صاحبها و تكشف الأمر الواقعي ... وهذا درس كبير لمن يريد المحافظة على ماءوجهه و مكانته في المجتمع ان لا يلجأ الىالكذب فيتعرض موقعه الاجتماعي للخطر وينزل عليه غضب اللّه.

6- ما هو الصبر الجميل‏؟ الصبر امام الحوادث الصعبة و الأزماتالشديدة يدلّ على قوة شخصية الإنسان، وعلى سعة روحه بسعة ما تتركه هذه الحوادثفلا يتأثر و لا يهتز لها.