امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 17
نمايش فراداده

الإيثار المنقطع النظير يردعهم و يوقظضمائرهم الذي غطته السيئات.

ثانيا: هل يجوز تزويج البنات المؤمناتأمثال بنات لوط من الكفار حتى يقترح عليهملوط ذلك؟! و قد أجيب على هذا السؤال منطريقين.

الاوّل: انّ مثل هذا الزواج في مذهب لوط-كما كان في بداية الإسلام- لم يكن محرما، ولذلك فإنّ النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم زوّج ابنته زينب من أبي العاص قبل انيسلم، و لكن هذا الحكم نسخ بعدئذ «1».

الثّاني: انّ المراد من قول لوط عليهالسّلام كان زواجا مشروطا بالايمان، ايهؤلاء بناتي فتعالوا و آمنوا لازوجهنايّاكم.

و يتّضح انّ الاشكال على النّبي لوط- منانّه كيف يزوج بناته المطهرات من جماعةأوباش- غير صحيح، لانّ عرضه عليهم ذلكالزواج كان مشروطا بالايمان و ليثبت منتهىعلاقته بهدايتهم.

2- ينبغي الالتفات الى انّ كلمة «اطهر» لاتعني بمفهومها انّ عملهم المخزي و السي‏ءكان «طاهرا» و لكن الزواج من البنات«اطهر»، بل هو تعبير شائع في لسان العرب- ولغات اخرى- في المفاضلة و المقايسة بينأمرين، مثلا يقال لمن يسوق بسرعة رعناء«الوصول المتأخّر خير من عدم الوصول ابدا»او «الاعراض من الطعام المشكوك أفضل منإلقاء الإنسان بيده الى التهلكة» و نقرافي بعض الرّوايات مثلا انّ الامام الصادقعليه السّلام حين يشعر بالخطر الشديد و«التقيّة» من خلفاء بني العباس‏

يقول «و اللّه لئن أفطر يوما من شهر رمضاناحبّ اليّ من أن تضرب عنقي» «2».

مع انّه لا القتل محبوب و لا هو امر حسنبنفسه، و لا عدم الوصول ابدا، و لا

(1) انظر الفخر الرازي في تفسيره الكبير، وتفسير مجمع البيان في هذا الصدد.

(2) وسائل الشيعة، الجزء 7، ص 95، كتاب الصومباب 57.