امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 161
نمايش فراداده

في منزلها الجديد- هو تأمين الماء و سدحاجتها منه فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْفَأَدْلى‏ دَلْوَهُ «1».

فانتبه يوسف الى صوت و حركة من أعلىالبئر، ثمّ راى الحبل و الدلو يسرعان الىالنّزول، فانتهز الفرصة و انتفع من هذاالعطاء الالهي و تعلق بالحبل بوثوق.

فأحسّ المأمور بالإتيان بالماء ان الدلوقد ثقل اكثر ممّا ينبغي، فلمّا سحبه بقوةالى الأعلى فوجئ نظره بغلام كأنّه فلقةقمر، فصرخ و قال: يا بُشْرى‏ هذا غُلامٌ.

و شيئا فشيئا سرى خبر يوسف بين جماعة مناهل القافلة، و لكن من اجل ان لا يذاع هذاالخبر و ينتشر، و لكي يمكن بيع هذا الغلامالجميل في مصر، اخفوه وَ أَسَرُّوهُبِضاعَةً «2».

و بالطبع هناك احتمالات اخرى في تفسير هذهالجملة منها ان الذين عثروا على يوسفاسرّوه و اخفوا خبره، و قالوا: هذا متاعلأصحاب هذا الجبّ أودعوه عندنا لنبيعه فيمصر.

و منها ان احد اخوة يوسف كان بين الحين والحين يأتي الى الجبّ ليطلع على يوسف ويأتيه بالطعام و حين اطلع اخوة يوسف على ماجرى اخفوا علاقتهم الاخوية بيوسف و قالوا:هذا غلامنا فرّ من أيدينا و اختفى هنا، وهددوا يوسف بالموت إذ كشف الستار عنالحقيقة.

و لكن التّفسير الاوّل يبدو اقرب للنظر.

و تقول الآية في نهايتها: وَ اللَّهُعَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ و بالرغم مناختلاف المفسّرين في من هم الذين شروايوسف بثمن بخس، و قول بعضهم: هم اخوة

(1) «الوارد» في الأصل من «الورود» و هو منيأتي بالماء، ثمّ توسع استعمال الكلمة وأطلقت على كل ورود و دخول.

(2) «البضاعة» في الأصل من مادة «بضع» علىوزن «نذر» و معناها: القطعة من اللحم، ثمّتوسعوا في المعنى و أطلقوا هذا اللفظ علىالقطعة المهمّة، من المال. و البضعة هيالقطعة من الجسد، و حسن البضع معناه:الإنسان المكتنز لحمه، و «بضع» على وزن«حزب» معناه العدد من ثلاثة الى عشرة (راجعالمفردات للراغب).