امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 180
نمايش فراداده

بِها لَوْ لا أَنْ رَأى‏ بُرْهانَرَبِّهِ و بيّن شدّة هذا الطوفان.

لقد خرج يوسف من هذا الصراع منتصرا بوجهمشرق لثلاثة اسباب:

الاوّل: انّه التجأ الى اللّه و استعاذبه، و قال: مَعاذَ اللَّهِ.

الثّاني: التفاته الى الإحسان الذي اسداهاليه عزيز مصر، و ما تناوله في بيته فأثّرفيه، فلم ينس فضله طيلة حياته، و مع ملاحظةنعم اللّه التي لا تحصى و انقاذه له منغيابة الجبّ الموحشة الى محيط الامان والهدوء جعلته يفكّر في ماضيه و مستقبله، ولا يستسلم للتيارات العابرة.

الثّالث: بناء شخصيّته و عبوديّتهالمقرونة بالإخلاص التي عبّر عنها القرآنإِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَيستفاد منها انّها منحته القوّة و القدرةليخرج من ميادين الوسوسة التي تهجم عليهمن الداخل و الخارج بانتصار.

و هذا درس كبير لجميع الناس الأحرار الذينيريدون ان ينتصروا على عدوّهم الخطر فيميادين جهاد النفس.

يقول الامام علي بن أبي طالب «اميرالمؤمنين» في دعاء الصباح، بأسلوب جميلرائق: «و ان خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان، فقد وكلني خذلانك الى حيث النصبو الحرمان».

و نقرا

في بعض الأحاديث انّ النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم بعث سرية فلمّا رجعوا قال:

«مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر، و بقيعليهم الجهاد الأكبر» فقيل: يا رسولاللّه، و ما الجهاد الأكبر قال: «جهادالنفس» «1».

و يقول الامام علي عليه السّلام ايضا«المجاهد من جاهد نفسه» «2».

كما ينقل‏ عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال:«من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهىو إذا غضب و إذا رضي حرّم اللّه جسده علىالنار» «3».

(1) وسائل الشيعة، ج 11، ص 122.

(2) المصدر السابق، ص 124.

(3) المصدر نفسه، ص 123.