امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 187
نمايش فراداده

أَ لَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ، «1» حيث كانجالسا على عرش السلطنة! و لكنّه حين وجدنفسه مشرفا على السقوط، و وجد ملكه و تاجهفي خطر، قال عن موسى و أخيه:

يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْأَرْضِكُمْ «2».

و الأمر الآخر انّ امراة العزيز لم تقلانّ يوسف كان يريد السوء بي، بل تحدّثت [عنما يستحقّه من الجزاء] مع عزيز مصر، فكأنّاصل المسألة مسلّم به!! و الكلام عن كيفيةالجزاء.

و هذا التعبير المدروس الذي كان في لحظةاضطراب و مفاجأة للمراة يدلّ على شدّةاحتيالها «3».

ثمّ انّ التعبير عن السجن اوّلا، ثمّ عدمقناعتها بالسجن وحده، إذ تتجاوز هذا الحكمالى العذاب الأليم او «الاعدام» مثلا.

و لكن يوسف أدرك انّ السكوت هنا غير جائز ..فأماط اللثام عن عشق امراة العزيز قالَهِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي.

و طبيعي انّ مثل هذا الحادث من العسيرتصديقه في البداية، اي انّ شابّا يافعاغير متزوّج لا يعدّ آثما، و لكن امراةمتزوّجة ذات مكانة اجتماعية- ظاهرا- آثمة!فلذلك كانت أصابع الاتّهام تشير الى يوسفاكثر من امراة العزيز.

و لكن حيث انّ اللّه حامي الصالحين والمخلصين فلا يرضى ان يحترق هذا الشابالمجاهد بشعلة الاتّهام، لذلك يقولالقرآن في هذا الصدد: وَ شَهِدَ شاهِدٌمِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّمِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَالْكاذِبِينَ وَ إِنْ كانَ قَمِيصُهُقُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَ هُوَمِنَ الصَّادِقِينَ. و اي دليل أقوى من هذاالدليل، لانّ طلب المعصية ان كان من طرفامراة العزيز فقد ركضت خلف يوسف و قدّت‏

(1) الزخرف، 51.

(2) سورة طه، 63.

(3) في المراد من «ما» من قولها «ما جَزاءُ»أ هي نافية ام استفهامية، هناك اختلاف بينالمفسّرين، و النتيجة واحدة.