الساعات الحرجة، فقد أودع نفسه عند اللّهبهذا الكلام وَ إِلَّا تَصْرِفْ عَنِّيكَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ.
ربّاه ... انّني أتقبّل السجن الموحش رعايةلأمرك و حفظا لطهارة نفسي ...
هذا السجن تتحرّر فيه روحي و تطهّر نفسي،و انا ارفض هذه الحريّة الظاهرية التيتأسر روحي في سجن «الشهوة» و تلوّث نفسي.
ربّاه .. اعنّي، و هب لي القوّة، و زدنيقدرة و عقلا و ايمانا و تقوى، حتّى انتصرعلى هذه الوساوس! و حيث انّ وعد اللّه حقّ،و انّه يعين المجاهد (لنفسه او لعدوّه)فإنّه لم يترك يوسف سدى و تلقفته رحمته ولطفه كما يقول القرآن الكريم: فَاسْتَجابَلَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُكَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ.
فهو يسمع نجوى عبيده، و هو مطلع علىاسرارهم، و يعرف طريق الحلّ لهم.
1- كما رأينا من قبل فإنّ امراة العزيز ونسوة مصر، استفدن من امور مختلفة في سبيلالوصول الى مرادهن، فمرّة بإظهار العشق والعلاقة الشديدة و التسليم المحض، و مرّةبالترغيب و الطمع، ثمّ بالتهديد، اوبتعبير آخر: توسلن بالشهوة و المال والقوّة!! و هذه اصول متّحدة المآل يتوسّلبها الطغاة و المتجبرون في كلّ عصر و زمان،حتّى لقد رأينا كرارا و مرارا انّهم و مناجل ان يجبروا رجال الحقّ على الاستسلام،يظهرون لهم في مجلس واحد لينا للغاية ويلوّحون بالمساعدات و انواع الأمدادترغيبا، ثمّ يتوسلون في نهاية المجلسبالتهديد و الوعيد، و لا يلتفتون الى ما فيهذا من التناقض في مجلس واحد و ما فيه مندناءة و خسّة