امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 211
نمايش فراداده

المفسّرين، و المشهور انّها سبع سنوات،الّا انّ بعضهم قال: انّ يوسف بقي في السجناثنتي عشرة سنة، خمس قبل رؤيا صاحبي سجنه،و سبع بعدها، و كانت سنوات ملأى بالتعب والنصب الّا انّها من جهة الإرشاد كانتسنوات مفعمة بالبركة و الخير «1».

2- حين يصلب المصلحون‏

! من الطريف انّنا نقرا في هذه القصّة انّالذي راى في منامه انّه يعصر خمرا و يقدّمهللملك قد تحرّر و اطلق من السجن، و انّالذي راى انّه يحمل فوق رأسه خبزا تأكلالطير منه قد صعد عود المشنقة.

أ ليس مفهوم هذا انّ الذين هم على خطىالشّهوات و في محيط المفسدين و انظمةالطغاة ينالون الحريّة، و امّا الذينيقدّمون خدمة للمجتمع و يعطون الخبز للناسفليس من حقّهم الحياة! و ينبغي ان يموتوا؟فهذا نسيج المجتمع الذي يحكمه النظامالفاسد .. و هذه نهاية الصالحين في أمثالهذا المجتمع!.

صحيح انّ يوسف- اعتمادا على الوحي الالهيو علم التعبير- توقّع ما كان، و لكنّ ايّمعبّر لا يمكن له ان يبعد عن نظره هذهالمناسبات! ففي الحقيقة انّ الخدمة في مثلهذه المجتمعات ذنب عظيم، و الخيانة والاساءة هي الثواب بعينه!.

3- اكبر دروس الحرّية

رأينا انّ اكبر درس علّمه يوسف للسجناء هودرس التوحيد و عبادة اللّه الواحد الأحد،ذلك الدرس الذي حصيلته الحريّة و التحرّر.

لقد كان يعرف انّ الأرباب «المتفرّقين» والمعبودين المختلفين و الاهداف‏

(1) لزيادة الإيضاح في سنوات سجن يوسفيراجع تفسير المنار، و القرطبي، والميزان، و الفخر الرازي.