امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 219
نمايش فراداده

قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ «1».

ثمّ انّه يحلّ بكم القحط لسبع سنينمتوالية فلا امطار و لا زراعة كافية،فعليكم بالاستفادة ممّا جمعتم في سنيّالرخاء ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَسَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْلَهُنَّ.

و لكن عليكم ان تحذروا من استهلاك الطعامإِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ وإذا واظبتم على هذه الخطّة فحينئذ لا خطريهدّدكم لانّه ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ ..

و يُغاثُ النَّاسُ اي يدركهم الغيث فتكثرخيراتهم، و ليس هذا فحسب، بل فِيهِيَعْصِرُونَ المحاصيل لاستخراج الدهن والفاكهة لشراب عصيرها .. إلخ.

ملاحظات

1- كم كان تعبير يوسف لهذه الرؤيا دقيقا ومحسوبا، حيث كانت البقرة في الأساطيرالقديمة مظهر «السنة» .. و كون البقراتسمانا دليل على كثرة النعمة، و كونهاعجافا دليل على الجفاف و القحط، و هجومالسبع العجاف على السبع السّمان كان دليلاعلى ان يستفاد من ذخائر السنوات السابقة.

و سبع سنبلات خضر و قد أحاطت بها سبعسنبلات يابسات تأكيد آخر على هاتينالفترتين فترة النعمة و فترة الشدّة.

اضافة الى انّه اكّد له على هذه المسألةالدقيقة، و هي خزن المحاصيل في‏

(1) كلمة «داب» على وزن «ادب» تعني في الأصلادامة الحركة، كما انّها بمعنى العادةالمستمرة، فيكون معنى الكلام:

عليكم ان تزرعوا تبعا لعادتكم المستمرةفي مصر و لكن ينبغي ان تقتصدوا في مصرفه .. ويحتمل ان يكون المراد منه ان تزرعوا بجد وجهد اكثر فأكثر لانّ دأبا و دؤوبا بمعنىالجدّ و التعب ايضا، اي اعملوا حتّىتتعبوا.