رأينا انّ يوسف لم يدخل السجن لطهارة ثوبهفحسب، بل لم يكن مستعدّا للخروج من السجنحتّى يعود مبعوث الملك و يجري التحقيقاتحول النسوة اللائي قطّعن أيديهن لتثبتبراءته و يخرج من السجن مرفوع الراس ... لاان يخرج كأي مجرم ملوّث يشمله عفو الملك!! وذلك ذلّ و اي ذلّ! و هذا درس لكلّ الناس فيالماضي و الحاضر و المستقبل.
يقسّم علماء النفس و الأخلاق النفس «و هيالإحساسات و الغرائز و العواطفالانسانية» الى ثلاثة مراحل، و قد أشارإليها القرآن المجيد:
المرحلة الاولى: «النفس الامّارة» و هيالنفس التي تأمر الإنسان بالذنب و تجرّهالى كلّ جانب، و لذا سمّوها «امّارة» و فيهذه المرحلة لا يكون العقل و الايمان قدبلغا مرحلة من القدرة ليكبحا جماحها، بلفي كثير من المواقع يستسلمان للنفسالامّارة، و إذا تصارعت النفس الامّارة معالعقل في هذه المرحلة فإنّها ستهزمه وتطرحه أرضا.
و هذه المرحلة هي التي أشير إليها فيالآية المتقدّمة، و جرت على لسان امراةالعزيز بمصر، و جميع شقاء الإنسان أساسهالنفس الامّارة بالسوء.
المرحلة الثّانية: «النفس اللوّامة» و هيالتي ترتقي بالإنسان بعد التعلّم والتربية و المجاهدة، و في هذه المرحلةربّما يخطئ الإنسان نتيجة طغيان الغرائز،لكن سرعان ما يندم و تلومه هذه النفس، ويصمّم على تجاوز هذا الخطأ و التعويض عنه،و يغسل قلبه و روحه بماء التوبة.
و بعبارة اخرى: في المواجهة بين النفس والعقل، قد ينتصر العقل أحيانا و قد