دفعوها ثمنا للحبوب، و توضع في رحالهم؟
و قد أجاب المفسّرون عن هذا السؤالبإجابات عديدة، و منهم الرازي في تفسيرهحيث ذكر عشرة اجوبة، لكن بعضها بعيد عنالواقع، و لعلّ ملاحظة الآيات السابقةتكفي في الاجابة عن السؤال، لانّ الآيةالشريفة تقول: لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهاإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فإنّ يوسف كانيقصد من وراء هذا العمل، انّ اخوته بعدرجوعهم الى الوطن حينما يجدون أموالهم قدخبّئت في متاعهم، سوف يقفون على كرم عزيزمصر (يوسف) و جلالة قدره، اكثر ممّاشاهدوه، و سوف يطمئن يعقوب بنوايا عزيزمصر و يعطي الاذن بسفر بنيامين، و يكونالسبب و الدافع في سفرهم الى مصر مرّة اخرىو باطمئنان اكثر مستصحبين معهم أخاهمالصغير.
السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا هو انّهكيف وهب يوسف الأموال من بيت المال لإخوتهدون اي تعويض؟
يمكن الاجابة على هذا السؤال بطريقتين:
الاوّل: انّ بيت المال في مصر كان يحتويعلى حصّة معيّنة من الأموال تصرف في شؤونالمستضعفين (و مثل هذه الحصّة موجودةدائما) و بما انّ اخوة يوسف كانوا في تلكالفترة من المستضعفين، استغلّ يوسف هذهالفرصة و استفاد من هذه الحصّة لمساعدةإخوته: (كما كان يستفيد منها في مساعدةسائر المستضعفين) و من المعلوم انّ الحدودالمصطنعة بين الدولة لم تكن حائلا دونمساعدة مستضعفي سائر البلدان من هذهالحصّة.
الثّاني: انّ المناصب العالية في الدولة-كمنصب يوسف- تتضمّن عادة على