امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 270
نمايش فراداده

الطعام من المائدة التي بسطها أبوه و يعلمانّه يرضى بالتصدّق ببعضها للفقراء والمساكين، لا يعدّ سرقة و لا يجوز معاقبةمن فعله بهذه التّهمة.

و عند ما لاحظ الاخوة أنفسهم محاصرين بينأمرين، فمن جهة و طبقا للسنّة و الدستورالمتعيّن عندهما لا بدّ و ان يبقى أخوهمالصغير- بنيامين عند عزيز مصر و يقومبخدمته كسائر عبيده، و من جهة اخرى فإنّهمقد اعطوا لأبيهم المواثيق و الايمانالمغلّظة على ان يحافظوا على أخيهمبنيامين و يعودوا به سالما اليه، حينماوقعوا في هذه الحالة توجّهوا الى يوسفالذي كان مجهول الهوية عندهم، مخاطبينايّاه قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُإِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراًفَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ لكي نرجعه الىأبيه و نكون قد وفينا بالوعد الذي قطعناهله، فإنّه شيخ كبير و لا طاقة له بفراقولده العزيز، فنرجو منك ان تترحّم علينا وعلى أبيه فـ إِنَّا نَراكَ مِنَالْمُحْسِنِينَ.

امّا يوسف فإنّه قد واجه هذا الطلببالإنكار الشديد و قالَ مَعاذَ اللَّهِأَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنامَتاعَنا عِنْدَهُ فإنّ العدل و الإنصافيقتضي ان يكون المعاقب هو السارق، و ليسبريئا رضي بأن يتحمّل أوزار عمل غيره، و لوفعلنا لامسينا من الظالمين إِنَّا إِذاًلَظالِمُونَ.

و الطريف انّ يوسف لم ينسب لأخيه السرقة وانّما عبّر عنه بـ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَناعِنْدَهُ. و هذا برهان على السلوك الحسن والسيرة المستقيمة التي كان ينتهجها يوسففي حياته.