امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 279
نمايش فراداده

امّا الاخوة فكانوا متألّمين من جميع ماجرى لهم، فمن جهة كان عذاب الوجدان لايتركهم ممّا أحدثوه ليوسف،- و في قضيّةبنيامين- شاهدوا أنفسهم في وضع صعب وامتحان جديد، و من جهة ثالثة كان يصعبعليهم ان يشاهدوا أباهم يتجرّع غصصالمرارة و الألم و يواصل بكاؤه الليلبالنهار، توجّهوا الى أبيهم و خاطبوهمعاتبين قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُاتَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاًأَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ «1» ايانّك تردّد ذكر يوسف و تتأسّف عليه حتّىتتمرّض و تشرف على الهلاك و تموت.

لكنّ شيخ كنعان هذا النّبي العظيم والمتيقّظ الضمير ردّ عليهم بقوله: إِنَّماأَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَىاللَّهِ «2» لا إليكم، أنتم الذين تخونونالوعد و تنكثون العهد لانّني وَ أَعْلَمُمِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ فهواللطيف الكريم الذي لا اطلب سواه.

(1) (حرض) على وزن مرض بمعنى الشي‏ء الفاسدو المؤلم، و المقصود منه هنا هو المريضالذي ضعف جسمه و صار مشرفا على الموت.

(2) (بثّ) بمعنى التفرقة و الشي‏ء الذي لايمكن إخفاؤه، و المقصود منه هنا هو الألم والحزن الظاهر الذي لا يخفى على احد.