امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 284
نمايش فراداده

و عجز عن ان يخفي نفسه بغطاء السلطة وأجبره على كشف نفسه لإخوته).

و في تلك اللحظة، و بعد ان مضت ايّامالامتحان الصعب- و كان قد اشتدت محنةالفراق على يوسف و ظهرت عليه آثار الكآبة والهمّ، أراد ان يعرّف نفسه لإخوتهفابتدرهم بقوله: هَلْ عَلِمْتُمْ مافَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْأَنْتُمْ جاهِلُونَ.

لاحظوا عظمة يوسف و علوّ نفسه حيث يسألهماوّلا عن ذنبهم لكن بهذه الكناية اللطيفةيقول: ما فَعَلْتُمْ و ثانيا يبيّن لهمطريقة الاعتذار و انّ ما ارتكبوه في حقّإخوتهم انّما صدر عن جهلهم و غرورهم، وانّه قد مضى ايّام الصبى و الطفولة و همالآن في دور الكمال و العقل! كما انّه يفهممن الآية الشريفة انّ يوسف لم يكن وحدهالذي ابتلي بإخوته و معاملتهم السيّئة، بلانّ بنيامين ايضا كان يقاسي منهم ألوانالعذاب، و لعلّه قد شرح لأخيه يوسف فيالفترة التي قضاها في مصر، جانبا ممّاعاناه تحت أيديهم، و يستفاد من بعضالرّوايات انّ يوسف حينما استفسر عمّافعلوه معه و مع أخيه ختم استفسارهبابتسامة عريضة ليدفع عن أذهانهم احتمالانّه سوف ينتقم منهم فظهرت لإخوته أسنانهالجميلة و لاحظوا و تذكّروا الشبه بينه وبين أسنان أخيهم يوسف «1».

امّا هم، فإنّهم حينما لاحظوا هذه الأمورمجتمعة، و شاهدوا انّ العزيز يتحدّث معهمو يستفسرهم عمّا فعلوه بيوسف، تلك الأعمالالتي لم يكن يعلمها احد غيرهم الّا يوسف.

و من جهة اخرى ادهشهم يوسف و ما اصابه منالوجد و الهياج حينما استلم كتاب يعقوب، واحسّوا بعلاقة وثيقة بينه و بين صاحبالرسالة.

و ثالثا كلّما أمعنوا النظر في وجه العزيزو دقّقوا في ملامحه، لاحظوا الشبه الكبيربينه و بين أخيهم يوسف .. لكنّهم في نفسالوقت لم يدر بخلدهم و لم‏

(1) مجمع البيان في ذيل الآية الشريفة.