ورد في بعض الرّوايات انّ يوسف قال: انّالذي يحمل قميصي المشافي الى أبي لا بدّ وان يكون هو نفسه الذي حمل قميصي الملطّخبالدماء اليه، لكي يدخل السرور على قلبهبعد ان ملا قلبه حزنا و ألما من قبل! فأعطىل (يهودا) قميصه بعد ان اعترف له انّه هوالذي حمل قميصه الملطّخ بالدماء الى أبيهو أخبره بأنّ الذئب قد أكل يوسف، و هذاالتصرّف من يوسف ان لم يدلّ على شيءفإنّه يدلّ على انّه برغم اعماله الكثيرةو متاعبه اليوميّة، فإنّه لم يغفل عنصغائر الأمور المتعلّقة بالسلوك الاخلاقي«1».
ورد في بعض الرّوايات انّ اخوة يوسف- بعدهذه القضايا- كانوا يحسّون بالخجل الشديدفأرسلوا اليه من يقول له: يا يوسف انّكتستضيفنا كلّ يوم صباحا و مساء- على مائدتكفنأكل من زادك و هذا ما يزيد في خجلنا حيثلا نطيق النظر الى وجهك بعد ان نتذكّراساءتنا إليك، فأجابهم بكلمة لطيفة ليبعدعنهم الخجل بأنّ الفضل يعود إليهم، و انّجلوسهم على مائدته لهو مكرمة منهم و انّالشعب المصري كانوا ينظرون اليّ نظرةالحرّ الى العبد و يقولون فيما بينهم(سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما مابلغ!!) اي انظروا الى فعل اللّه سبحانه وتعالى بهذا العبد فإنّه قد بيع في السوقبعشرين درهما و هو الآن وصل الى هذهالمرتبة السامية، لكنّهم الآن ينظرون الىمائدتي و أنتم جلوس حولها، فيعرفون قدري وتثبت لهم منزلتي و انّني لست بعبد ذليل بيعبعشرين درهما، و انّما انا سليل بيتالنبوّة و الرسالة و من أولاد نبي اللّهابراهيم الخليل، و هذا ما أباهي
(1) مجمع البيان ذيل الآية الشريفة.