امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 31
نمايش فراداده

الأنبياء لقومهم، لا لانّهم افراد قبيلتهو قومه فحسب، بل اضافة الى ذلك فإنّه يريدالخير لهم. و يتحرق قلبه عليهم، فمثله مثلالأخ الودود.

و «مدين» على وزن «مريم» اسم لمدينة شعيبو قبيلته، و تقع المدينة شرق خليج العقبة،و أهلها من أبناء إسماعيل، و كانوايتاجرون مع اهل مصر و لبنان و فلسطين.

و يطلق اليوم على مدينة «مدين» اسم«معّان» و لكن بعض الجغرافيين أطلقوا اسممدين على الساكنين بين خليج العقبة و جبلسيناء.

و ورد في التوراة ايضا اسم «مديان» و لكنتسمية لبعض القبائل، و طبيعي انّ اطلاقالاسم على المدينة و أهلها امر رائج «1».

هذا النّبي و هذا الأخ الودود المشفق علىقومه- كأي نبيّ في أسلوبه و طريقته فيبداية الدعوة- دعاهم اوّلا الى ما هوالأساس و العماد و المعتقد و هو «التوحيد»و قال: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مالَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ.

لانّ الدعوة الى التوحيد دعوة الى هزيمةجميع «الطواغيت» و السنن الجاهلية و لايتيسر ايّ إصلاح اجتماعي او اخلاقي بدونه.

ثمّ أشار الى احد المفاسد الاقتصاديةالتي هي من افرازات عبادة الأصنام والشرك، و كانت رائجة عند اهل مدين يومئذجدّا، و قال: وَ لا تَنْقُصُواالْمِكْيالَ اي حال البيع و الشراء.

و «المكيال» و «الميزان» من أدوات الوزنيعرف بهما وزن المبيع و مقداره، و نقصانهيعني عدم إيفاء حقوق الناس و البخس فيالبيع.

و رواج هذين الأمرين بينهم يدل على عدمالنظم و الحساب و الميزان في اعمالهم ونموذجا للظلم و الجور و الإجحاف في ذلكالمجتمع الثري.

و يشير هذا النّبي العظيم بعد هذا الأمرالى علّتين:

(1) أعلام القرآن، ص 573.