امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 314
نمايش فراداده

قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِيإِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏.

هؤلاء الرّسل هم كباقي الناس يعيشون فيالمدن و القرى، و يتجوّلون بين الناس ويشعرون بآلامهم و احتياجاتهم و مشاكلهم.

فالوصف هنا بـ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏بالاضافة الى ما تشمله القرية في اللغة منمعنى المدينة او الرّيف في مقابل «البدو»التي تطلق على اهل الصحراء، فإنّها قدتشير الى انّ أنبياء اللّه لم ينهضوا منبين سكنة الصحراء- كما صرّح بذلك بعضالمفسّرين- لانّ سكّان البادية يتّصفونبالجهل و عدم المعرفة و قلوبهم قاسية ويمتازون بقلّة معلوماتهم عن الحياة ومتطلّباتها.

صحيح انّ اكثر سكّان ارض الحجاز كانوا منالبدو، و لكن الرّسول من اهل مكّة التيتعتبر مدينة كبيرة نسبيّا، و صحيح ايضاانّ مدينة كنعان لو قيست بأرض مصر التي كانيوسف يحكم فيها لكانت صغيرة و غير مهمّة ولذلك كان يعبّر عنها بالبدو. و لكن نحننعلم انّ يعقوب و أبناءه لم يكونوا من اهلالبادية ابدا، فهم كانوا يعيشون في هذهالمدينة الصغيرة كنعان.

ثمّ يبيّن القرآن الكريم: إذا ما أرادهؤلاء ان يعلموا عاقبة مخالفتهم لدعوتكالتي هي الدعوة الى اللّه فإنّ عليهم انيسيروا ليروا آثار السابقين: أَ فَلَمْيَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُواكَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْقَبْلِهِمْ.

انّ السير و التجوال في الأرض لمشاهدةآثار الماضين و خراب دورهم و مدنهم بسببالعذاب الالهي، أفضل درس لهم، درس حي وملموس للجميع.

وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَاتَّقَوْا أَ فَلا تَعْقِلُونَ.

لماذا؟ لانّ الدنيا دار مليئة بالمصائب والآلام و غير باقية، امّا الآخرة فدارخالدة و خالية من الآلام و العذاب.

حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواجاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْنَشاءُ.