امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 344
نمايش فراداده

كثير من اسرار هذا العالم الساكن والهادى‏ء و عن كثير من عجائبه بحيث نستطيعان نقول: انّ اكبر درس للتوحيد و معرفةاللّه كامن في تكوين الجنين و مراحلتكامله.

فمن هذا الذي يرعى هذا الكائن المخفي وبتعبير القرآن واقع «في ظلمات ثلاث» الذييمتاز بالظرافة و دقّة التكوين و ان يوصلله المقدار اللازم من الغذاء و يرشدهمراحل حياته؟

و عند ما تقول الآية السابقة: اللَّهُيَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى‏ فليسالمقصود من علمه بالذكر و الأنثى فقط، بلبكلّ خصائصه و الطاقة الكامنة فيه، هذهالأشياء لا يستطيع احد و بأي وسيلة انيتعرّف عليها، و على هذا فإنّ وجود هذاالنظام الدقيق و المعقّد للجنين و مراحلتكامله لا يمكن ان يكون بدون صانع عالم وقدير.

2- كلّ شي‏ء له مقدار

نحن نقرا في آيات مختلفة من القرآن الكريمانّ كلّ شي‏ء له حدّ محدود و لا يتجاوزه،ففي الآية (3) من سورة الطلاق يقول تعالى:قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍقَدْراً و في الآية 21 سورة الحجر يقولتعالى: وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّاعِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُإِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ و الآية التينحن بصددها وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُبِمِقْدارٍ.

كلّ هذه تشير الى انّه ليس هناك شي‏ء فيالعالم بدون حساب، حتّى الموجودات فيالطبيعة التي نعتبرها في بعض الأحيان غيرمهمّة، فإنّ وجودها على أساس حساب دقيق،علمنا بذلك ام لم نعلم، و أساسا فإنّ معنىحكمة اللّه هو ان يجعل لكلّ ما في الكونحدّا و مقدارا و نظاما.

و كلّ ما حصلناه اليوم من اسرار الكونبواسطة العلوم يؤكّد هذه الحقيقة، فمثلانرى انّ دم الإنسان- الذي هو المادّةالحياتية لوجود الإنسان و الذي يقوم‏