امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 37
نمايش فراداده

الرَّشِيدُ هل كان كلاما واقعيا من منطلقالايمان به، ام هو على سبيل الاستهزاء والسخرية؟! احتمل المفسّرون الوجهين و لكنمع ملاحظة أسلوب سؤالهم أَ صَلاتُكَتَأْمُرُكَ الذي يستبطن الاستهزاء، يظهرانّ هذه الجملة على نحو الاستهزاء، و هياشارة الى انّ الإنسان الحليم الرشيد هومن لم يتعجل القول او الراي في امر دون انيسبر غوره و يعرف كنهه، و الإنسان العاقلالرشيد هو من لم يسحق سنن قومه تحت رجليه ويسلب حريتهم في التصرف بأموالهم، فيظهرانّك لم تسبر غور الأمور و ليس لديك عقلحصيف و فكر عميق، لانّ الفكر العميق والعقل يوجبان على الإنسان الّا يرفع يدهعن طريقة السلف، و لا يسلب من الآخرينالاختيار و حرية العمل.

و لكن شعيبا ردّ على من اتّهمه بالسفه وقلّة العقل بكلام متين و قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‏ بَيِّنَةٍمِنْ رَبِّي وَ رَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاًحَسَناً «1».

انّه يريد ان يفهم قومه انّ في عمله هذاهدفا معنويا و انسانيا و تربويا، و انّهيعرف حقائق لا يعرفها قومه، و الإنساندائما عدوّ ما جهل.

و من الطريف انّه في هذه الآيات يكررعبارة يا قَوْمِ و ذلك ليعبّئ عواطفهملقبول الحق و ليشعرهم بأنّهم منه و انّهمنهم، سواء أ كان المقصود بالقوم القبيلةاو الطائفة او الجماعة او الاسرة، ام كانالمقصود الجماعة التي كان يعيش وسطهم ويعدّ جزءا منهم.

ثمّ يضيف هذا النّبي العظيم قائلا: وَ ماأُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى‏ ماأَنْهاكُمْ عَنْهُ فلا تتصوروا انني أقوللكم لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تنقصواالمكيال، و انا ابخس الناس او انقصالمكيال، او أقول لكم لا تعبدوا الأوثان وانا افعل‏

(1) ينبغي الالتفات الى انّ جزاء الجملةالشرطية محذوف هنا و تقديره هكذا، أ فأعدلمع ذلك عمّا انا عليه من عبادته و تبليغدينه.