امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 370
نمايش فراداده

يبقى الخالص منها و يذهب خبثه. و على هذاالنحو فالناس و المدارس و المبادئ لهم حقّالحياة على قدر منفعتهم، و إذا ما رأينابقاء اصحاب المبادئ الباطلة لفترة فإنّذلك بسبب وجود ذلك المقدار من الحقّ الذياختلط فيه، و بهذا المقدار له حقّ الحياة.

7- كيف يطرد الحقّ الباطل‏؟

«الجفاء» بمعنى الإلقاء و الإخراج، ولهذا نكتة لطيفة و هي انّ الباطل يصل الىدرجة لا يمكن فيها ان يحفظ نفسه، و في هذهاللحظة يلقى خارج المجتمع، و هذه العمليةتتمّ في حالة هيجان الحقّ، فعند غليانالحقّ يظهر الزبد و يطفو على سطح ماء القدرو يقذف الى الخارج، و هذا دليل على انّالحقّ يجب ان يكون في حالة هيجان و غلياندائما حتّى يبعد الباطل عنه.

8- الباطل مدين للحقّ ببقائه‏

كما قلنا في تفسير الآية، فلو لم يكنالماء لما وجد الزبد، و لا يمكن له انيستمر، كما انّه لولا وجود الحقّ فإنّالباطل لا معنى له و لو لم يكن هناك اشخاصصادقون لما وقع احد تحت تأثير الافرادالخونة و لما صدّق بمكرهم، فالشعاع الكاذبللباطل مدين في بقائه لنور الحقّ.

9- صراع الحقّ و الباطل مستمر

المثال الذي ضربه لنا القرآن الكريم فيتجسيم الحقّ و الباطل ليس مثالا محدودا فيزمان و مكان معينين، فهذا المنظر يراهالناس في جميع مناطق العالم المختلفة، وهذا يبيّن انّ عمل الحقّ و الباطل ليسمؤقتا و آنيا. و جريان الماء