امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 378
نمايش فراداده

فسمّاه اللّه عزّ و جلّ سوء الحساب، فمناستقصى فقد أساءه» «1».

و قال البعض: المقصود من سوء الحساب، انّهيلازم حسابهم التوبيخ و الملامة و غيرها،فبالاضافة الى خوفهم من العذاب يؤلمهمالتوبيخ.

و يقول البعض الآخر: المقصود هو الجزاءالذي يسوؤهم، كما نقول: انّ فلان حسابهنقي، او لآخر: حسابه مظلم، و هذا يعنينتيجة حسابهم جيدة او سيّئة، او تقول: (ضعحسابه في يده) يعني حاسبه طبقا لعمله.

هذه التفاسير الثلاثة غير متضادّة فيمابينها، و يمكن ان يستفاد منها في تفسيرالآية، و هذا يعني انّ هؤلاء الافراديحاسبون حسابا دقيقا، و أثناء حسابهميوبّخون و يلامون و من ثمّ يستقصى منهم.

و في نهاية الآية اشارة الى الجزاءالثّالث او النتيجة النهائية لجزائهم وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَالْمِهادُ.

«المهاد» جمع مهد، بمعنى التهيؤ، ويستفاد منها معنى السرير الذي يستخدملراحة الإنسان، هذا السرير يهيّأللاستراحة، و قد ذكر القرآن الكريم هذهالكلمة للاشارة الى انّ هؤلاء الطغاة بدلامن ان يستريحوا في مهادهم يجب ان يحرقوابلهيب النار.

بحث‏

يستفاد من الآيات القرآنية انّ الناس فييوم القيامة ينقسمون الى مجموعتين،فمجموعة يحاسبهم اللّه بيسر و سهولة وبغير تدقيق فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَكِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُحِساباً يَسِيراً. «2»

(1) تفسير البرهان، المجلّد الثّاني، صفحة288.

(2) الانشقاق، 8.