امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 393
نمايش فراداده

ثمّ تضيف الآية وَ فَرِحُوا بِالْحَياةِالدُّنْيا وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيافِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ.

و قد ذكر «متاع» بصيغة النكرة لبيان تفاهةالدنيا بالمقارنة مع الآخرة.

بحثان‏

1- من هو المفسد في الأرض‏؟

الفساد يقابله الإصلاح، و يطلق على كلّعمل تخريبي، و يقول الراغب في مفرداته:«الفساد خروج الشي‏ء عن الاعتدال قليلاكان او كثيرا، و يضادّه الصلاح، و يستعملذلك في النفس و البدن و الأشياء الخارجة عنالاستقامة» و على ذلك فكلّ عمل فيه نقص، وكلّ افراط و تفريط في المسائل الفردية والاجتماعية هو مصداق للفساد! و في كثير منموارد القرآن الكريم ذكر الفساد في مقابلالإصلاح الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِيالْأَرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ «1»، و قولهتعالى: وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَمِنَ الْمُصْلِحِ، «2» و قوله تعالى: وَأَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَالْمُفْسِدِينَ «3».

كما ذكر الايمان و العمل الصالح في مقابلالفساد، و حيث يقول جلّ و علا أَمْنَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِيالْأَرْضِ. «4»

و من جانب آخر ذكر الفساد، مع كلمة «فيالأرض» في كثير من آيات القرآن الكريم نحوعشرين آية و نيّف، و هي توضّح الجوانبالاجتماعية للمسألة.

(1) الشعراء، 152.

(2) البقرة، 220.

(3) الأعراف، 142.

(4) سورة ص، 28.