امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 424
نمايش فراداده

قيل معناه مفصحا يحقّ الحقّ و يبطلالباطل.

و يحتمل في «العربي» انّ معناه «الشريف»لانّها جاءت في اللغة بهذا المعنى. و علىهذا فوصف القرآن بالعربي لانّ احكامهواضحة و بيّنة. و لذلك وردت في عدّة آياتاخرى بعد «عربيا» مسألة الاستقامة و عدمالاعوجاج او العلم، منها في الآية (28) منسورة الزمر قوله تعالى قُرْآناًعَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ و في الآية(3) من سورة فصلت يقول تعالى: كِتابٌفُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّالِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. و على هذا فما قبلهذه الآية و ما بعدها يؤيّدان انّ المرادمن «عربيا» هو الفصاحة و الوضوح في البيانو خلوّه من الاعوجاج و الالتواء.

و هذه العبارة وردت في سبع سور من القرآنالكريم، و لكن ذكرت في عدّة موارد بشكللِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ و التي يمكن انيكون لها نفس المعنى. و يمكن ان يكون هذاالموضع الخاص اشارة الى اللسان العربي،لانّ اللّه سبحانه و تعالى بعث كلّ نبيبلسان قومه، حتّى يهدي قومه اوّلا، ثمّتنتشر دعوته في المناطق الاخرى.

ثمّ يخاطب القرآن النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم بلحن التهديد و بشكل قاطع حيثيقول:

وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْبَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَمِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا واقٍ وبما انّ احتمال الانحراف غير موجود إطلاقافي شخصيّة الرّسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم لما يتميّز به من مقام العصمة والمعرفة، فهذا التعبير- اوّلا- يوضّح انّاللّه سبحانه و تعالى ليس له ارتباط خاص معاي احد حتّى لو كان نبيّا، فمقام الأنبياءالشامخ انّما هو بسبب عبوديتهم و تسليمهمو استقامتهم.

و ثانيا: تأكيد و إنذار للآخرين، لانّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا لميكن مصونا من العقوبات الالهيّة في حالةانحرافه عن مسيرة الحقّ و اتّجاهه صوبالباطل، فما بال الآخرين؟

و لا بدّ من ذكر هذه النقطة، و هي انّ«ولي» و «واق» مع انّهما متشابهان في‏