الاولى: يجب ان نعلم من هو الواهب للنعم؟هذا العلم و الايمان الركن الاوّل للشكر.
و الثّانية: الشكر باللسان.
و الثّالثة: و هي الاهمّ الشكر العملي، ايان نعلم الهدف من منحنا للنعمة، و في ايّمورد نصرفها، و الّا كفرنا بها، كما قالالعظماء: (الشكر صرف العبد جميع ما أنعمهاللّه تعالى فيما خلق لأجله).
لماذا أعطانا اللّه تعالى العين؟ و لماذاوهبنا السمع و النطق؟ فهل كان السبب غير اننرى عظمته في هذا العالم، و نتعرّف علىالحياة؟
و بهذه الوسائل نخطو الى التكامل، ندركالحقّ و ندافع عنه و نحارب الباطل، فإذاصرفنا النعم الالهيّة في هذا المسير كانذلك هو الشكر العملي له، و إذا أصبحت هذهالأدوات وسيلة للطغيان و الغرور و الغفلةو الابتعاد عن اللّه فهذا هو عين الكفران!
يروى عن الامام الصادق عليه السّلام انّهقال: «ادنى الشكر رؤية النعمة من اللّه منغير علّة يتعلّق القلب بها دون اللّه، والرضا بما أعطاه، و انّ لا تعصيه بنعمة وتخالفه بشيء من امره و نهيه بسبب مننعمته» «1».
و هنا يتّضح انّ شكر العلم و المعرفة والفكر و المال و السلامة، كلّ واحد منها مناي طريق يتمّ؟ و كيف يكون كفرانها؟
الحديث الوارد عن الامام الصادق عليهالسّلام دليل واضح على هذه التّفسيرات حيثيقول: «شكر النعمة اجتناب المحارم» «2».
و تتّضح ايضا هذه العلاقة بين الشكر وزيادة النعمة، لانّ الناس لو صرفوا
(1) سفينة البحار، المجلّد الاوّل، 710. (2) نور الثقلين، ج 2، 529.