امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 469
نمايش فراداده

في الأرض ملكهم، حتّى انّهم لم يمنحوالرسلهم حقوق المواطنة، و لذلك يقولون«أرضنا». و في الحقيقة فإنّ اللّه سبحانه وتعالى خلق الأرض و كلّ مواهبها للصالحين،و هؤلاء الجبابرة في الواقع ليس لهم اي حقّفيها.

و قد يتوهّم البعض انّ جملة لَتَعُودُنَّفِي مِلَّتِنا اشارة الى انّ الأنبياءالسابقين كانوا من أنصار عبادة الأصنام،مع انّ الحقيقة ليست كذلك، لانّهم- و بصرفالنظر عن كونهم معصومين حتّى قبل نبوّتهم-فعقلهم و درايتهم كان اكبر من ان يفعلواهذا العمل غير الحكيم، فيسجدوا امامالأحجار و الأخشاب.

و يمكن ان يكون هذا التعبير بسبب انّالأنبياء قبل بعثهم لم يؤمروا بالتبليغ،فسكوتهم أوجد هذا الوهم بأنّهم منالمشركين.

بالاضافة الى انّ الخطاب و ان كان موجّهاللرسل، الّا انّه في الواقع يشمل حتّىالاصحاب، و نعلم انّهم كانوا مع المشركينمن قبل، فنظر المشركين كان منصرفا الىالاصحاب فقط، و تعبير «لتعودنّ» من بابالتغليب (يعني حكم الاكثرية يسري علىالعموم).

و هناك جواب آخر لهذا الوهم و هو انّ «عود»إذا عدّيت بـ «الى» يكون معناها الرجوع، وإذا عديت بـ «في» فتفيد تغيير الحال .. لذلكفمعنى الآية لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنايكون مفهومها ان تغيّروا من حالكم وتدخلوا في ملّتنا، و قد اختار هذا المعنىالعلّامة الطباطبائي في الميزان، و لكنعند مراجعتنا لبعض الآيات و منها كُلَّماأَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهاأُعِيدُوا فِيها تبيّن ان «عود» حتّى لوعدّيت بـ «في» فمعناها الرجوع ايضا(فتدبّر).

ثمّ يضيف القرآن الكريم لتسلية قلوبالأنبياء فَأَوْحى‏ إِلَيْهِمْرَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَفلا تخافوا من وعيدهم، و لا تظهروا الضعففي ارادتكم.

و بما انّ الظالمين كانوا يهدّدونالأنبياء بالتبعيد عن أرضهم، فإنّ اللّهفي مقابل ذلك كان يعد الأنبياء وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْبَعْدِهِمْ و لكن هذا النصر