امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 7 -صفحه : 547/ 471
نمايش فراداده

1- على اثر هذه الخيبة، او انّ مثل هذاالشخص: مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ.

مع انّ كلمة «وراء» بمعنى «الخلف» فيمقابل امام، الّا انّها في هذه المواردتعني نتيجة و عاقبة العمل.

2- امّا في جهنّم فإنّه وَ يُسْقى‏ مِنْماءٍ صَدِيدٍ.

«الصديد» القيح المتجمّع بين اللحم والجلد، و هو بيان للماء المتعفّن الكريهالذي يسقونه.

3- فهذا المجرم المذنب عند ما يرى نفسه فيمقابل هذا الشراب يَتَجَرَّعُهُ وَ لايَكادُ يُسِيغُهُ يسيغه: من اساغة، و هيوضع الشراب في الحلق.

4- و وسائل التعذيب كثيرة بحيث وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍوَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ. حتّى يذوق وبال عملهو سيّئاته.

5- و قد يتصوّر ان ليس هناك عقابا اكثر منذلك، و لكن وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌغَلِيظٌ.

و بهذا الترتيب فإنّ كلّ ما يخطر في ذهنالإنسان و ما لا يخطر من شدّة العقاب هو فيانتظار هؤلاء الظالمين و الجبّارين والمذنبين، أسوؤها الشراب المتعفّنالكريه، و العقوبات المختلفة من كلّ طرف،و في نفس الوقت عدم الموت، بل الاستمرار فيالحياة و ادامة العذاب.

و لكن لا يتصوّر انّ هذا العقاب غير عادل،لانّه- و كما قلنا مرارا- النتيجةالطبيعيّة لعمل الإنسان، بل تجسيمأفعالهم في الآخرة، فكلّ عمل يجسّم بشكلمناسب، و إذا ما شاهدنا جنايات بعضالمجرمين في عصرنا او في التاريخ القديملقلنا: حتّى هذه العقوبات قليلة.